خطبة بعنوان وسائل الثبات في زمن الفتن، تعتبر الخطبة من اهم انواع الفنون النثرية التي يخاطب به المتكلم فئة من الناس بهدف اقناعهم بأمر ما بكلام فصيح وجميل يشمل علي الدلة الشرعية من الكتاب والسنة والبراهين والشواهد.
ما هي السمات التي تتميز بها الخطبة؟
من المعروف ان للخطبة مجموعة من السمات الفنية من اهمها الوضوح في الهدف والعبارات والابتعاد عن الالفاظ الغامضة، التوسط بين الايجاز والاطناب، يجب التنوع الصيغة علي حسب مقتضي الحال، تقديم الدله والبراهين والحجج الداعمة للافكار.
اكتب خطبة بعنوان وسائل الثبات في زمن الفتن؟
يعتبر الثبات علي الدين الاسلامي من اهم الاسس التي يجب علي المسلم التميز بها، هي عبارة عن الثبات علي المبادئ الاخلاق الفاضلة والقيم النبيلة، لانه الله تعالي امر العبد بالاستقامة والثبات علي شرعية الله ورسوله، ويجب علي المسلم العمل بكل ما امر به الله تعالي ورسول الله.
الاجابة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى نِعَمِهِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ . وَلَك الْحَمْدُ إنْ جَعَلْتنَا مِنْ أُمِّهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ آيَاتِه : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة ) إِبْرَاهِيم 27 وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) النِّسَاء 66 ، وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ إنْ (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ « إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ » . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- : « اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ » . وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ (النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ : « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ » . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- يَقُولُ « يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ » قَالَ « وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ »
إِخْوَةِ الإِسْلامِ
وَنَحْن نَعيش الْآن واقعًا مَلِيئًا بفتن لَا يَعْلَمُ بِهَا إلَّا اللَّهُ ، فُتِن قُتِل وهرج ، فُتِن فضائيات وَأَعْلَام مُضَلِّل ، فُتِن إِنْتِرْنِت وشائعات وَانْفِتَاح عَلَى الْعَالِمِ ، كلٌ يَكْتُبُ مَا يُرِيدُ دُون وَازِعٌ مِنْ ضَمِيرِ يَرْدَعُه إلَّا مِنْ رَحِمَ رَبِّي ، فُتِن فِي الشُّبُهَاتِ وَالْعَقِيدَة ، وَفِتَنٌ فِي الشَّهَوَاتِ ، فِي وَغَيْرِهَا الْكَثِيرِ مِنْ الْفِتَنِ الَّتِي نَحْتَاجُ فِيهَا عَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يثبتنا ويبصرنا فِيهَا عَلَى الْحَقِّ ، لِذَلِك أَحْبَبْت أَنْ أَنْقُل وَصَايَا الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَيْفِيَّةِ الثَّبَات أَثْنَاء الْفِتَن ، مِنْ خِلَالِ أَحَادِيثه الشَّرِيفَة وَالصَّحِيحَة ، وَأَقْوَال أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ . . فَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ « كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ فَاخْتَلَفُوا وَكَانُوا هَكَذَا » . وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالُوا كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ « تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَوَامِّكُمْ » . والحثالة هِي : الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْمُرَاد أَرْذَلَهُم . وَمَعْنَى مَرَجَت : أَيْ اخْتَلَفَتْ وَفَسَدَت . وَعَلَيْكُم خَاصَّتِكُم : أَيْ عَلَيْك بِأَمْر نَفْسِك وَأَهْلَك . فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ يُخْبِرُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَيْفِيَّةِ النَّجَاةُ مِنْ الْفِتَنِ وَحَدَّد ذَلِكَ بَعْدَهُ طُرُقٍ وَهِي :
أولًا : أَنْ يَأْخُذَ الْإِنْسَانِ بِمَا يُعْرَفُ : وَالْمَقْصُود : أَنْ يَأْخُذَ الْإِنْسَانِ بِمَا يُعْرَفُ أَنَّهُ الْحَقُّ ، وَلَا يَدُورُ فِي فَلَكٍ الشُّبُهَات