ماذا نتعلم من حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه ، وردنا العديد من القصص القرآنية ، التي ساقها الله في سوره القرآنية ، لنتخذها عبرة و عظة نستفيد منها ، و نستنبط الدروس المستفادة منها ، لتكون لنا هدى و صلاحا في حياتنا .
ما قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
إن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أحد الأنبياء و الرسل الذي بعثهم الله لهداية أقوامهم ، و لينهاهم عن عبادة الأصنام و يدعوهم لعبادة الله الواحد القهار ، و كانت مهمة سيدنا إبراهيم صعبة لكون والده هو من يصنع الأصنام لقومه .
كيف كان حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه
لقد كان حديث سيدنا إبراهيم مع والده يتسم بالرفق و اللين و الخطاب الجميل ، و قام بقول اللين ليستثير عطفه و شغاف قلبه ، و فيه عظة لنا بأن علينا الحديث الحسن مع والدينا و إن كانا على خطأ .
حل السؤال : ماذا نتعلم من حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه
الإجابة :
- ضرورة الصدع بالحق: فما النفع إن كان الإنسان يعلم الحق ويخفيه؟ فهذا إبراهيم صدع بالحق ووقف بوجه قومه وأبيه.
- اتخاذ الأساليب يكون حسب رؤية الداعية : فأسلوب إبراهيم اختلف بين قومه وأبيه، فهو مع قومه كان في العموم أشدَّ منه مع أبيه، حيث رقَّق في بعض المواقف خطابه لأبيه تألُّفًا له وتليينًا لقلبه.
- كل من يحمل دعوة فإنه معرّض للخطر والإيذاء، فهذا إبراهيم قد حاربه قومه وآذوه وشتموه وانتهى بهم المطاف لرميه في النَّار.
- الصبر على الدعوة، فلا ينبغي للداعية ترك الدعوة إن رأى قومه لا يستجيبون له، وهذا ما قام به إبراهيم حين هدَّده أبوه فأجابه إبراهيم: {سلام عليك سأستغفر لك ربي}.
- الهداية من عند الله تعالى، فعلى الداعية أن يدعوَ إلى الله، وعلى الله الهداية، فرغم كلِّ محاولات إبراهيم لهداية أبيه إلا أنَّ أباه رفض دعوته، وتكبَّر عليها.
- جاهزيّة الداعية للرَّدِّ على دعوات المبطلين وشبهاتهم بما يتوفَّر له من أدوات وطرق للإقناع، فإبراهيم حاول التوجُّه بخطاب عقلاني للقوم، ثم بعد التكذيب حاول تغيير الواقع بيده عبر تكسير الأصنام، قال تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} .
- دِينُ المسلم أعظم من الأرحام والأحباب والمكاسب، فإن خُيِّر المسلم بين دينه ودنياه فعليه اختيار الدِّين لأنَّ فيه صلاح دنياه وآخرته، وهذا ما فعله إبراهيم.