شرح قصيدة جمال الريف للشاعر محمود غنيم ، اللغة العربية تضم العديد من القصائد والاشعار المختلفة ، فمن تلك القصائد المعلروفة قصيدة جمال الريف فهي احدى قصائد الشاعر المصري محمود غنيم وهو احد شعراء العصر الحديث .
من هو الشاعر محمود غنيم
محمود غنيم شاعر مصري من شعراء العصر الحديث ولد في قرية مليح عام 1902 م ، حافظا للقران الكريم ، عمل في مجال التدريس ، عمل مدرسا في مدينة كوم حمادة وكتب فيها اروع القصائد .
الفكرة العامة في قصيدة جمال الريف
استطاع الشاعر محمود غنيم ان يجسد الطبيعة في قصيدته ومخطابتها ، فقد عرف عن شعره بانه شعر الطبيعة ، ففي بداية القصيدة خاطب الشاعر الطبيعة والريف وقال بان الطبيعة هي رعي لجميع العقول فهي التي تربيها وتجعل العقل يرى جمالها .
حل سؤال شرح قصيدة جمال الريف للشاعر محمود غنيم
- كيف استطاع الشاعر أن يُجسد الطبيعة ويخاطبها؟ للشاعر غنيم الكثير من القصائد التي ضُمنت في دواوينه، وهي من قصائد العصر الحديث، ومن ضمنها قصيدة جمال الريف التي تُعد من شعر الطبيعة[٢] التي يقول فيها:[٣] زعموكَ مرعًا للسَوام وليتَهم زعموكَ مرعًا للعقولِ خَصيبَا يبدأ الشاعر قصيدته بأسلوب الخطاب، إذ يخاطب الشاعر الطبيعة والريف ويقول لها: إنّ الناس ظنوا بها أنّها لرعي الماشية فقط، بيد أن هذه الطبيعة هي رعي لكل العقول، فهي تربيها وتجعل العقل يُدرك جمالها من خلال التمعن بها، وبجمال الخالق في إبداع تفاصيلها. فهيَ القرائحُ أنتَ مصدرُ وحيها كم بتَّ تُلهِم شاعرًا وخطِيبا يستمر الشاعر بمخاطبة طبيعة الريف ويقول لها: إنّها كانت السبب في إبداع الشعراء وكتاباتهم، فهي سبب الإلهام لهم، إذ كانت بمثابة المكان الذي يوحي للشعراء بإبداعهم، ويبث بهم مصدر قول الشعر ونظمه. حيَّيتُ فيكَ الثابتين عقائدًا والطَّاهرينَ سرائرًا وقُلوبا ينتقل الشاعر هنا من مخاطبة الريف إلى مخاطبة أهل الريف، والسكان الذين هناك فهو يعتز بهم، ويفخر بعقائدهم الثابتة، وطيبة قلوبهم وصفائها، إضافة إلى طهارة نفوسهم، وهذه الصفات هي التي ميّزت سُكان الريف وجعلت الشاعر يُعجب بهم. والذَّاهبات إلى الحقول بواكرًا يمشي العفافُ ورائهنَّ رقيبا يستمر الشاعر بمدح الريف وجمال أهلها، ومنهن الفتيات اللواتي يستيقظن باكرًا للعمل في الحقول، إذ تفوح منهن ريحة عفافهن وقمة أخلاقهن وطهارتن، وأنّ هذه الأخلاق والعفة تمشي من خلفهنّ وكأنها تراقب خطواتن الخلوقة. سلبتْ عذاراكَ الزهورَ جمالَها فبكَتْ تريدُ جمالَها المسلوبا يستمر الشاعر هنا بمدح فتيات الريف وجمال أخلاقهن، ويضيف أنّهن أخذن جمالهن من زهور الطبيعة، فأصبحت هذه الزهور تبكي تريد إعادة جمالها من الفتيات، ذلك لأن الفتيات تجاوزن جمال الزهور فأصبحن أجمل من كل شيء. كسَت الطَّبيعة وجهَ أرضِكَ سُندسًا وحبَتْ نسيمَك إذ تضوَّع طيبا يعود الشّاعر هنا ليخاطب الريف فيقول لها: إنّ الطبيعة قد غطّت أرضك بالجواهر والحرير الرقيق، ومنحتك الرائحة الجميلة والرقيقة، فأصبحت النسائم تحمل الريح العطرة والتي تفوح من هذه الأرض الطيبة. بسطٌ تظلِّلها الغصون كما انحنَت أمٌّ تقبِّل طفلَها المحبوبا يستمر الشاعر هنا بالتغزل بطبيعة الريف وجمالها، فيقول إنّ هذه الأرض الخضراء هي كما البساط المفروش، والذي يظلله الغصون، وتلك الغصون عندما تنحني على الأرض فهي كما الأم تنحني لتقبل أطفالها بكل رقة وجمال. وبدا النخيلُ غصونُه فيروزجٌ يحملنَ من صافِي العقيقِ حبوبا ينتقل الشاعر هنا إلى مدح أشجار هذه الطبيعة وجمالها، إذ يشير إلى أنّ أغصان هذه الأشجار هو كما الفيروز بجمالها، وأن تلك الأشجار هي لا تحمل أوراق الشجر فقط، بل هي كأنها تحمل الأحجار الكريمة والصافية. سربانِ من بطٍّ وبيضٍ خرَّدٍ يتباريانِ سباحةً ووثوبا يستمر الشاعر بوصف جمال الطبيعة في الريف، وما يراه هناك، فيقول إنّ أسراب البط وأسراب هذه الفتيات العفيفات، يتباريان ويتسابقن في السباحة والقفز، وكلاهما هما يضيفان الشيء الجميل للطبيعة، فيزدن من جمالها. في الرّيف فتيانٌ تسيل جباههُم عرقًا فيصبحُ لؤلؤًا مثقوبَا ينتقل الشاعر من وصف الفتيات إلى وصف الفتيان، فيشير إلى شجاعتهم وأنّهم فتيان حقيقيّون، وذلك يظهر في قدرتهم على القيام بعملهم الشاق والذي يستدعي إلى العرق بأن يسيل من جباههم، وكأنه اللؤلؤ الصافي. لا فتيةٌ مردٌ بأيدٍ بضَّةٍ في كلِّ يومٍ يلبسونَ قشِيبا يقول الشاعر إنّ هذه الريف الجميلة لا يوجد فيها فتية أياديهم بيضاء، كما لا يوجد فتية يلبسون الملابس الناصعة والجديدة، بل ملابسهم هي فاسدة، وذلك لأنهم يعيشون من أجل العمل وليس الرفاهية، إذ يظهر الكد والجهد على أثوابهم وأيديهم.